منوعات
أخر الأخبار

أجيال مآتة

بقلم بروفسيور محمد
( أجيال مآتة )
ظل القلم يكتب ويكتب لسنوات طويلة دون فائدة
يكتب لإستيقاظ الضمائر ورفع الهمم
يكتب لإفاقة الأجيال من أجل مجد الأمم
يكتب من أجل البحث عن الحقيقة في ليل العتم
يكتب من أجل التصدي للظلم والقهر الألم
لكنه أكتشف بعد كل هذا العناء
أنه يكتب لمن لا يقرأ
ويصرخ لمن لا يشعر
ينتفض لمن لا يتحرك له ساكنا
بعد تدني الثقافة ولهو العقول وخراب الزمم
وعندما أيقن انه لا يوجد هناك من ينتبه ولا يوجد هناك من يفكر ولا يوجد هناك من يقرر ولا يوجد هناك من يثور ولا يوجد هناك من يحاول اصلاح ما أفسدته الحروب الباردة علي المجتمعات الشرقية من جانب الكيانات الصهوينية من طمس الهوية واهتزاز العقيدة وتدمير أي عقل مفكر ومنع أي نهوض فكري أو ثقافي
ومع الاسف نجحوا في ذلك ونحن ما ساعدناهم في الوصول لهدفهم من خلال انظمة فاسدة ووضع السفهاء في مراكز اتخاذ القرار
وساعدناهم أكثر نحن كأجيال هذه الأمة اننا اصبحنا كخيال المآتة موجود لكنه ميت لا يفكر ولا يدرك ولا يرفض ظلم ولا يغير واقع اصبحنا أجيال مستسلمة باهتة خاملة
ولهذا قرر القلم الا يكتب دون فائدة
©️ قرر التوقف عن محاكاة السطور الصامتة
©️ قرر الإنتهاء عن مناجاة الضمائر الغافلة
©️ قرر الإكتفاء من مناداة العقول التائهة
©️ قرر الإمتناع عن مناشدة نفوس خائفة من أي مواجهة
فنحن أجيال ماتت بعقولهم الفكرة وقتلت بداخلهم الإرادة واصيبوا بهبوط حاد في الدورة الإيجابية وشلل تام في كل اطراف العزيمة
ليس لدينا الوقت الا في كل ما هو يلهينا ويغيب عقولنا
¶¶متابعة الرياضة بإهتمام حتى ذاد التعصب والكراهية بيننا
¶¶مشاهدة فيديوهات (التوك شو) بجنون بكل ما تحتويه من ألفاظ بذيئة وتلميحات خادشة للحياء وحركات مثيرة للغرائز
¶¶ملاحقة اخبار الفن والرقص بشغف حتى امتلكنا اللهو
وأصبحنا ممارسين لمضيعة الوقت بقوة وتغييب العقل بتمكن ومقبلين على المتاهة والهروب واللامبالاة بإحتراف
أصبحنا أجيال كبرت وترعرت وفتحت زراعيها  واستسلمت تماما
** لزمن السبكي وفرقته
** لعصر عبده موتة وسطوته
** وعالم السوشال ميديا وسقطته
فقد أصبحنا جيل بل أجيال تحيا بمجمتع يحتويه تعليم بلا علم.. وعلم بلا ثقافة.. وثقافة بلا أخلاق.. وأخلاق بلا ضمير.. وضمير بلا حياه.. وحياه بلا معني
كل ما هو ذات قيمة نراه ينهار من حولنا ولا نبالي
نري السفهاء يتطاولون علي علماء الدين ولا نهتم
نشاهد الحرب التي تقام علي العقيدة والاسلام ولا يهتز لنا جفن
اختلت الموازين اصبح الجاهل يتصدر مشهد الفتوي والعلم
والمنحلين يقومون بادوار الوعظ والهداية
والعاهرات والساقطات الجميع يلتف حولهن ويحققن أعلي المشاهدات
لم نسأل أنفسنا يوما
أين نحن من القدس وما يحدث فيها من انتهاكات للانسانية وممارسات كافة القهر والظلم وسرقة الحقوق والاغتصاب للأرض والعرض
أين نحن من الإسلام وما يواجهه من المتبرصين لطمس هويته وتشويه صورته والتشكيك في قدسيته
أين نحن من الوطن وما يعانيه من ضياع كينونته وانهياره اقتصاديا واجتماعيا واخلاقيا
لم يتبقي للقلم الآن سوي بقايا من نزيف حبر يائس يكتب به لكم رسالته الأخيرة هذه
(وداعا يا أجيال خيال المآتة ونلتقي في عالم أفضل عندما نكون في مجمتع ناضج ثائر حر يصل إلي أعلي درجات الوعي والإدراك)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى