منوعات
أخر الأخبار

العنف الأسري :مظاهره وأسبابه وعلاجه.

العنف الأسري :مظاهره وأسبابه وعلاجه.
بقلم /محمود خليفة اليابس

في الآونة الأخيرة ضجت وسائل الإعلام بشتى صورها بكثير من قضايا العنف الأسري، فسمعنا وشاهدنا بعنف وجرائم شنيعة لم نكن نسمع بها في أسلافنا؛ فذاك رجل يقتل زوجته رغم المنزلة العلمية التي يتمتع بها كلاهما، وتلك زوجة تقتل أولادها وزوجها؛ لتتزوج بغيره، وآلاف الحالات من الأسر التي ينشب بينها حرب كلامية تنتهي بما لا يحمد عقباه، وغير ذلك من مظاهر العنف الأسري التي تعج بها وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
وإذا أمعنا النظر وجدنا من أسباب هذه الظاهرة :
* غياب الوازع الديني في نفوس الناس.
*التعامل غير المنضبط بين الرجل والمرأة والعكس مع الغير خارج نطاق الأسرة، وخاصة المرأة، والله تعالى يقول :(ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض)، وبما يؤدي إلى عقد مقارنات بين المعاملة التي يلقاها الرجل من زوجته، وبين تلك التي يجدها خارج نطاق الأسرة، وكذا الحال بالنسبة للمرأة.

* غياب مهنية الرسالة الإعلامية؛ حيث نلاحظ تناول قضايا وجرائم العنف الأسري مع سرد تفصيلي لكيفية ارتكاب الجريمة، في ذات الوقت الذي غابت فيه التربية الإعلامية عن تعديل السلوك السلبي أو طرق علاج المشكلات الأسرية.
* وجود جو مشحون بالخلاف ويعج بالشجار بين الرجل والمرأة بصورة ربما تتكرر في اليوم الواحد مرات عديدة .
* الضغوط سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية، وضيق ذات اليد عند الكثير من الناس، وفي ظل عدم امتلاك كلاهما فن التعامل مع تلك الصعوبات؛ فيؤدي إلى حدوث مشكلات تنغص صفو الأسرة.
ومن أجل التغلب على هذه الظاهرة من الجدير التحلي بالآتي :
* التمسك بقيم السماء، والعودة لمبادئ الشرع الحنيف.
* التحلي بالصبر والحكمة عند مواجهة صعوبات الحياة، ولنجعل نصب أعيننا قوله تعالى :(فإن مع العسر يسرا)
*حل المشكلات الزوجية حسب ما تقتضيه كل مشكلة، فهناك مشكلة يكمن حلها بالتغاضي والتجاهل، وهناك مشكلة يكمن الحل والعلاج في الطلاق والفراق بالمعروف؛ لأنه إذا استحالت الحياة بين الزوجين، كان الطلاق هو العلاج؛ حتى لا يفكر أحد الزوجين في التخلص من الآخر بطرق شيطانية، يندى الجبين عرقا من ذكرها؛ فيجب التعامل مع كل مشكلة بحسب ما يناسب جميع الأطراف، وبطريقة تسد على شياطين الإنس والجن مسالكهم الخبيثة.
* تدبر العواقب؛ فعند اتخاذ القرارات يجب التحلي بإمعان النظر في عاقبة كل قرار، والمصالح والمفاسد المترتبة على كل قرار.
*الطرح الإعلامي لقضايا الأسرة؛ فينبغي تخصيص مساحة في إعلامنا لمناقشة قضايا الأسرة وطرق علاجها من خلال متخصصين يشخصون الداء ويصفون النافع والناجع من الدواء.
* العقاب الرادع لكل من تسول له نفسه، ويملي عليه شيطانه سفك دم إنسان، أو هتك عرض الغير؛ مصداقا لقوله تعالى :(ولكم في القصاص حياة)
هذه رؤية موجزة لظاهرة العنف الأسري وأسبابها وطرق علاجها؛ علها تفيد مَنْ يقرأ، وتنفع مَنْ يفهم، وتحفظ بإذن الله مَنْ بها يعمل.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى