منوعات
أخر الأخبار

نافذة علي المجتمع الشرقي

الجانب الآخر

بقلم: بروفيسور محمد

نافذة علي المجتمع الشرقي
الحلقة الثامنة) عن الشخص الآخر الذي بداخلنا
الجانب الآخر
الجانب الآخر لكل إنسان وتأثيره على حياته العامة
كل انسان بداخله عالم آخر له … مملكة خاصة به … جزيرة منفصلة عن كل المحيطين به ….. بداخله ذاتية آخري .. كينونة منفردة متمردة … استثنائية رافضة للواقع … متوغلة داخل أعماق النفس المرهقة والتي اتعبها أنين الحياه وأرهقتها إزدحام المشاعر والأحزان وكثرة  الأقنعة ربما يتلخص هذا العالم أو هذه المملكة في طفولة لم يعيشها أو مرحلة صبا لم ينعم بتجربتها أو حب عذري في بدايه مشواره لم ينجح في الإحتفاظ به …..
أو يكون هذا العالم الخاص هو تلك الجانب الآخر  من شخصيته الرومانسيه التي أصبحت عيبا كبيرا في مجتمع مادي عقيم  وعبأ ثقيل  على زمن لا يعترف إلا بالمصالح الشخصية وأشخاص أصبحوا يتفننوا في الأخذ بلا عطاء بمنتهى الأنانية
كل منا بداخله شخص آخر ربما يكون الشخص الأفضل …. ربما يكون الجانب الأمثل … ربما تكون  ملامحه الأكثر وضوحا والأجمل في مفراداتها لكن ليس هذا الشخص هو الأفضل لهذا العالم وليس هذا الجانب هو الأصلح لهذا الزمن وربما هذا القلب يكون غير ملائما للتعايش في ظل هذا التلوث العاطفي والأخلاقي
فنضطر أسفا ترك هذا الشخص بداخلنا وحبس هذا الجانب بداخل هذه المملكة لتبقي لنا الملاذ الوحيد للجوء لها والإنفصال عن كل ما هو مزعج ومزيف ولو لفترة مؤقتة
وربما يكون الجانب الآخر هذا هو الجانب السيئ المتمرد العنيف والمتوغل داخل الروح والنفس والذي كثير ما يهتبأ وراء تصرفات عادية مع كل تصرف
وخلاصة الموضوع هنا  أن لكل إنسان جانب آخر بحياته ربما يكون جانب مظلم غير واضح لبعض الناس من حوله بصرف النظر إذا كان هذا الجانب هو الجانب الإيجابي أو الجانب السلبي وفي كلا الحالتين تتدخل الظروف والنشئة والمجتمع في تكوين جزء كبير جدا من شخصيته اما يكون شخصية مسالمة وديعة بسيطة وأحيانا سلبية
أو شخصية قاسية متغطرسة وأحيانا تميل للعنف والعدوان
ويبقي السؤال ….ّ.ّّ
إلى أي مدى تؤثر تلك الشخصية المتعمقة داخل النفس على الحياه العامة لكل إنسان
ومن هنا نقف عند محورين أساسيين في هذا الموضوع
(المحور الأول)
إذا كان هذا الحانب هو الجانب السيئ فمن المسئول عن صناعة هذا الشخص العدواني هل النشئة الغلط والبيئة و المجتمع أم التعليم المفتقد للتربوية الثقافية والأخلاقية والدينية والوعي الإنساني
(المحور الثاني)
إذا هذا الجانب هو الجانب الوديع النقي المنعزل عن العالم بسبب شفافيته ومثاليته الذائدة فلماذا يفتقد التعامل بها في مجمتع أصبح مليئ بالاقنعة المزيفة عالم المصالح والمكاسب والطمع التي انهارت امامها كل العلاقات الإنسانية
وإن لم نجد إجابة مقنعة فماذا نفعل غير أننا تستقر في نهاية المطاف على العيش بشخصيتين لمجاراة الحياه والمجتمع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى