بقلم نائب رئيس التحرير:
محمود البحيري
زوج الخادمة وراء مقتل «عجوز روض الفرج»: «عصبي وطلباته كتير»
يبلغ من العمر أرزله، لا يستطيع خدمة نفسه لذا لجأ إلى الاستعانة بخادمات لتلبية احتياجاته المنزلية نظير مبلغ مادي، كان العجوز السبعيني يعمل طبيبًا بشريًا قبل بلوغه سن المعاش، واستمرت حياته طبيعية حتى عثر جيرانه عليه مذبوحًا داخل شقته في روض الفرج، في جريمة كان عنوانها القتل والسرقة والانتقام.
كانت الساعة العاشرة مساءً، عندما تلقي قسم شرطة روض الفرج اتصالًا هاتفيًا من «إيهاب.ع» جار المجني عليه يسكن بالشقة المقابلة له، يفيد بأنَّه قد عثر عليه وهو ملقى بإحدى الغرف، وأنه فتح الشقة بمفتاح قد سبق أن تركه القتيل له منذ 3 سنوات نظرًا لكبر سنه وإقامته بمفرده.
وبمعاينة مسرح الجريمة، تمّ وضع خطة أهم بنودها إعادة مناقشة المبلغان تفصيلا لظروف اكتشافهما للحادث وفحص الكاميرات بمنطقة الحادث حصر وفحص علاقات المجني عليه وحصر وفحص قاطني العقار وكذا العقارات المجاورة واستخدام التقنيات الحديثة وتجنيد المصادر السرية، وأمكّن التوصل لأحد الأشخاص تردد على العقار الخاص بمحل الواقع في وقت متأخر من صباح يوم الثلاثاء الموافق 25 أغسطس 2020، في حوالي الساعة الثامنة صباحًا مرتديًا بدلة كاملة وواقي على الوجه «الكمامة الطبية» وواقيات «قفاز طبي»، ودخل العقار محل الواقعة مسرعًا عقب نزوله من توك توك واستمر بالعقار حتى الساعة السادسة صباحًَا من ذات اليوم ،حيث كان ممسكًا بكيس بلاستيكي خلال دخوله وخروجه.
وبتتبع خط سير المتهم، تبين أنَّه استقل تاكسي قيادة «م.ع»، في حوالي الساعة الـ6:15 صباحًا وباستدعاء الأخير ومناقشته أفاد بأنَّ ذلك الشخص طلب توصيله إلى موقف «الترجمان»، دائرة قسم شرطة بولاق أبو العلا، وبالاستعانة بالمصادر السرية تبين أنَّ هذا الشخص يدعى «وليد.م.ع» ونفاذًا لقرار النيابة العامة تمكّن من ضبط المتهم.
وبمواجهته بالتحريات ومقطع فيديو المتحصل عليه من مكان الواقعة أقرّ أنَّه وراء مقتل المجني عليه «عاطف عزمي يوسف بقصد» سرقته والانتقام منه على التحرش اللفظي بزوجته الثانية، والتي كانت تعمل خادمة طرف المجني عليه، وأضاف أنَّ زوجته الثانية كانت تعمل لدى القتيل كخادمة منذ أسبوعين وأنَّها ترددت على محل الواقعة المرة الأولى لمعرفة طبيعة العمل والمرة الثانية عملت كخادمة في الشقة وعقب عودتها إلى أبلغته بأنَّها لن تعمل لديه مرة أخرى لأن المجني عليه عصبي ومتطلباته كثيرة وأنَّه حاول التحرش اللفظي بها، ولذلك عقد العزم على قتله وسرقته.
وفي يوم الواقعة، ذهب الزوج لشقة الضحية، في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء الموافق 25 أغسطس 2020، وصعد إلى الشقة محل سكن المجني عليه وطرق على الباب ففتح له القتيل فأبلغه أنَّه زوج الخادمة التي كانت تعمل لديه والتي تدعى «إيمان» فدعاه القتيل للدخول واصطحبه إلى الغرفة محل قتله وعندما حاول معاتبته لسوء معاملة زوجته، فنهره القتيل، وعلى إثر ذلك غافله المتهم بإخراج السلاح الأبيض الذي أعده بين طيات ملابسه وضربه في مقدمة رقبته وعندما تأكّد أنَّه فارق الحياة غسل يديه والسلاح المستخدم في المطبخ.
وبتفتيش درج المكتب عثر على مبلغ 1100 جنيه، حيث أخذ المتهم غطاء رأس من «دولاب» المجني عليه وترجل من المسكن واستقل تاكسي.
وبإعداد الأكمنة اللازمة، تمكّن ضبط المتهم وأرشد عن سلاح الجريمة «المطواة» وأقرّ بعدم احتفاظه للمبلغ الذي سرقوا من المجني عليه أنه قام بصرفه بشراء بعض المتطلبات الشخصية والمواد الغذائية لأسرته وأنه عقب تنفيذ جريمته كان كل ما يشغله سرعة الهرب وبسؤاله عن عدم سرقته للهواتف المحمولة الخاصة بالمجني عليه أقر بأنه كان يخشى أن تكون تلك الهواتف وسيلة في تحديد شخصيته وبسؤاله عن الملابس التي كان يرتديها قرر بان البدلة متواجده في محل سكنه وبسؤاله عن غطاء الرأس والذي قام بسرقه أقر أنه قام بالتخلص منه بإلقائه بإحدي مقالب المخلفات.
كما أقرّ بأنَّه لاتوجد أي خلافات بينه وبين المجني عليه، وأن الدافع وراء ارتكاب الواقعة كانت بهدف سرقته أولا والانتقام منه ثانيًا لسوء معاملته لزوجته.
تمّ تحرير المحضر اللازم ضد المتهم، وتولت النيابة العامة التحقيق، والتي بدورها أحالته لمحكمة جنايات شمال القاهرة المنعقدة في العباسية، والتي أصدَرت حكمها ضد المتهم بإحالة أوراقة للمفتي، وتحديد جلسة 4 مايو للتصديق على الحكم.
صدَر القرار برئاسة المستشار عادل السعيد ومصطفي شامي عبدالجواد وجمال سعيد الرحماني وأمانة سر محمد عطية وحمدي درويش.