منوعات
أخر الأخبار

نظرة علي المجتمع الشرقي

اللذين يقولون ما لا يفعلون

بقلم: بروفيسور محمد

نظرة علي المجتمع الشرقي
حلقة اليوم عن اللذين يقولون ما لا يفعلون

الواعظون فى الأرض
نحن الآن أصبحنا نعيش فترة فرد العضلات بالقول أو الفعل لنحيا بمقولة البقاء الأقوى وليس البقاء للأتقي أو الأنقي ظاهرة الإفتراء والغطرسة والتهجم وفرد العضلات أصبح يمارسها القوى على الضعيف والرجل على الست ومن الشاب على الطفل و الغني على الفقير
والكبير على الصغير ما بين الأخ والأخ وبين الزميل والزميل وبين الجار والجار وبين الأهل والأهل
لكن هذا لم يعد يزعجني
لأنه أصبح أمر طبيعي في ظل غياب الضمير وانعدام الأخلاق الثقافة التربوية المتردية وتفشي الإنحلال الأخلاقي
لكن ما يزعجني
هو أن أصبح الكل واعظ يسدل النصيحة للآخرين وهو أكثر الناس احتياجا لها
نجد من لا يمتلك وسامة الخلق أو جمال السلوك هو نفسه من ينصب نفسه واصيا على الآخرين وله حق النقد والتعديل والتهذيب لسلوكهم وينسى تهذيب نفسه أو تقويم سلوكه
جميل ان تذكر غيرك  بتقوي الله … لكن الأجمل ان تذكر نفسك اولا
رائع ان تحاول ايقظاهم من غفلة الدنيا ولهوها … لكن الاروع أن يكون ضميرك انت مازال يقظا
عظيم أن تحاول لفت انتباههم الي الصلاح والطاعة …. لكن الاعظم ألا تكون أنت نفسك غافلا
ممارسة النصيحة تطلب جهاد للنفس والتمسك بالقيم أساسها أن تبدأ بنفسك أولا … فكيف يصدقونك وأنت تمارس النصيحة قولا دون فعل
كيف نثق بك وأنت تفعل عكس ما تقول
كيف يكون لك الحق ان تعدل على تصرفات الناس وتبرز عيوبهم وتتصيد أخطائهم وتراقب خطاياهم وتتعقب ذنوبهم وتنسى إنك بشر لك عيوب وأخطاء وذنوب بل وكوارث تغفل عنها
إشغل بالك أولا بنفسك وبيتك وأسرتك ثم بعد ذلك قيم غيرك
دع الملك للمالك
الناس لا تنفعهم النصيحة بالخطب ولا تؤثر فيهم العظة بالقول وحده ولكن يحتاجون أن يروا فينا الموعظة في سلوك ومعاملة ونهج حياه والأهم أن نكون أمناء بيننا وبين انفسنا أولا ومن ثم ننقل النصيحة لغيرنا و نحن نعمل بها بيننا وبين الله
محاسبة النفس هي بداية الحقيقة المؤكده لشخصك ومن ثم انعكاسها علي من حولك بالعمل والفعل ومن يمارس دور النصح وهو في قرارة نفسه لا يتقن حروفها صدقا وفعلا فهو لا يخدع الناس بل يخدع الله ….والله سبحانه وتعالي  يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ….. وكما قلت سابقا ..
من يمارس علي الناس الفضيلة فقط لإكتساب الشهرة وإدعاء الكمال هو أكثر الناس وقوعا فى مستنقعات الخطايا والذنوب ‘ولا فرق بينه وبين الذي يبني مسجدا وهو لا يصلي
إبدأ_بنفسك_أولا …….. وأخير
صدق الشاعر احمد شوقي حين قال
برز الثعلب يوما……في ثياب الواعظين
فمشي في الارض يهدي….. ويسب الماكرين
ويقول الحمد لله …… اله العالمين
يا عباد الله توبوا …… فهو كهف التائبين
واذهدوا الطير يوما…….ان العيش عيش الذاهدين
واطلبوا الديك يؤذن
في صلاه الفجر فينا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى