كتب: جمال عوني
قالت كورين فلايشر، المديرة الإقليمية لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، إن أسعار الغذاء في منطقة الشرق الأوسط ارتفعت بنحو 30 ضعفا، خلال الـ13 سنة الأخيرة، وتكلفة الوجبة التي كانت تبلغ دولارا، زادت إلى 30 دولارا.
وأضافت فلايشر، خلال إطلاق إطارًا للتعاون الإقليمي للأمم المتحدة في مجال التغذية، اليوم الاثنين، كجزء من الجهود التعاونية لمعالجة قضية سوء التغذية الملحة في المنطقة، أن 4 من كل 10 دول في المنطقة تعاني من ارتفاع مستوى التضخم، موضحة أن البرنامج يستهدف توصيل الغذاء للمواطنين، وقد استطاع تزويد 30 مليون شخص من 40 مليون شخص مستهدفين في المنطقة بالغذاء، “لكن الآن لا نستطيع اتخاذ قرار مناسب بشأن الملايين العشرة المتبقية بسبب نقص حزم التمويل”.
وأوضحت أن معظم الجوعى يقطنون اليمن وسوريا، ولا يستطيع من يعانون من سوء التغذية الحصول إلا على وجبة واحدة يوميا، “وقد لا يحصلون عليها أيضا”.
بينما أكد دكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، في كلمة مسجلة بالفيديو، أن الصراعات في المنطقة تقف كعامل أساسي في سوء التغذية التي يعاني منها ملايين الأشخاص في دولنا، مشيرا إلى أن منطقة الشرق الأوسط تضم أكثر من نصف اللاجئين في العالم.
وشارك في إطلاق الإطار المدراء الإقليميون لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومنظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط.
كما شارك ممثلون عن عدد من الوزارات المصرية، منها الخارجية والزراعة والتعليم والصحة.
وقال سعد موسى، ممثل وزارة الزراعة المصرية، إن الحكومة تعمل على تعزيز الأمن الغذائي، حيث أطلقت الوزارة عددا من المبادرات، منها مشروع التنمية الريفية.
وأضاف في تصريحات لـ«الشروق» على هامش فعالية الإطلاق، أن الوزارة سجلت نفسها على منصة “نوفي” التابعة لوزارة التعاون الدولي، بهدف الحصول على تمويلات خارجية لهذا المشروع، الذي يجري تحديد حجم التمويل المطلوب له الآن، مشيرا إلى أن هناك اتجاها لزيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية الاستراتيجية.
بينما ركز محمد مجاهد، نائب وزير التعليم، خلال كلمته في الإطلاق، على توفير الدولة للوجبة المدرسية، كأحد وسائل دعم التغذية المدرسية.
وتمثل هذه المبادرة المهمة، التي تم إطلاقها من مصر ، علامة بارزة في الالتزام المستمر للوكالات الأربع لتوحيد جهودها وخبراتها في دعم البلدان لتحديد الأولويات واتخاذ إجراءات فعالة وفي سريعة بشأن التغذية.
ويهدف إطار العمل إلى تسهيل الدعم المشترك والتعاون والتنسيق الفني المنظم على المستوى الإقليمي لتسريع العمل بشأن التغذية في بلدان المنطقة.
وانخفض معدل انتشار نقص التغذية المزمن من 19.1% في عام 2012 إلى 15.3% في عام 2022، فيما لا تزال التحديات قائمة في المنطقة.
يذكر أن ارتفاع معدل انتشار التقزم الذي يؤثر على الأطفال دون سن الخامسة في 6 من أصل 25 دولة أمر مثير للقلق – ما يعرض النمو البدني والتطور المعرفي لـ7.5 مليون طفل للخطر، وفق العرض الذي قدمه مسئولو المنظمات الأممية.
ويظل الهزال، وهو الشكل الأكثر فتكا لسوء التغذية، يمثل مشكلة كبيرة في بلدان محددة.
ويخفي متوسط نسبة الهزال الإقليمي الذي يتجاوز 6%، مستويات مثيرة للقلق تتجاوز 15% في بعض البلدان. وظل عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ثابتا عند 5 ملايين طفل خلال العقد الماضي.
وقالت أديل خضر، المديرة الإقليمية لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “على الرغم من التقدم الذي تم إحرازه، يجب علينا أن ندرك أن سوء التغذية، الناجم عن عدم الحصول على الأطعمة المغذية والخدمات الأساسية وممارسات التغذية المثلى، لا يزال يؤثر على ملايين الأطفال. يمهد هذا الإطار التعاوني الطريق للعمل الجماعي لمعالجة هذه التحديات المستمرة”.
وقال عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا: “لا تزال المنطقة العربية تعاني من أشكال متعددة من سوء التغذية”، مضيفا أن انتشار التقزم (20.5%) وزيادة الوزن (10.7%) بين الأطفال دون سن 5 سنوات كان مرتفعا في عام 2020.
ونوهت بعدم تمكن أكثر من نصف السكان في الدول العربية، أو 162.7 مليون شخص، من تحمل تكاليف نظام غذائي صحي في عام 2020، قائلة: “نحن نعتمد بشكل كبير على هذا الإطار في تقديم حلول مبتكرة للتغلب على هذه التحديات”.