كتب: أحمد شعبان
ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن قيادة روسيا حاولت تأكيد سيطرتها، اليوم الاثنين، بعد التمرد الفوضوي الذي شنه يفجيني بريجوجين قائد مجموعة فاجنر شبه العسكرية الخاصة الروسية، ببث فيديو لوزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو خلال زيارته لأحد مراكز القيادة، كما نشر الكرملين مقطع فيديو لخطاب مسجل للرئيس فلاديمير بوتين لشباب المهندسين.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، لم يتضح متى سجل بوتين خطاب الفيديو، الأمر الذي يترك تساؤلات بشأن مكان تواجده بينما يصارع الروس تداعيات الأزمة، فيما ظلت شخصيات رئيسية أخرى في الأزمة بعيدة عن الأنظار.
كما لم يتضح مكان تواجد شويجو الدقيق وتوقيت الفيديو الذي نشرته وزارة الدفاع. وأفادت وسائل إعلام روسية بأنه تم تسجيله مسبقًا، على الأرجح يوم الجمعة قبل تمرد فاجنر.
وقالت الصحيفة الأمريكية إنه مع رفع حالة الطوارئ في العاصمة الروسية، تُرك الروس يحاولون فهم تراجع بوتين عن تهديده باتخاذ إجراءات صارمة ضد ما وصفه بـ”الخيانة”، وما قد يعنيه ذلك على المدى القريب، لاسيما فيما يتعلق بالحرب الجارية في أوكرانيا، وعلى المدى الطويل من أجل الاستقرار في البلاد ومستقبل بوتين السياسي.
وفي غضون ذلك، أفادت وسائل الإعلام الروسية المملوكة للدولة، اليوم الاثنين، بأن اتهامات التمرد ضد بريجوجين لم تلغ بعد.
وأعلن الكرملين، السبت، أن الاتهامات ستسقط في إطار الاتفاق الذي وافق بريجوجين بموجبه على وقف زحفه العسكري تجاه موسكو ومغادرة روسيا إلى بيلاروسيا.
ولم يعاود بريجوجين الظهور منذ مغادرته مدينة روستوف نا دونو الجنوبية، السبت، وسط هتافات وصيحات الدعم. وقالت خدمته الصحفية إنه سيواصل الرد على أسئلة وسائل الإعلام بمجرد عودة اتصالاته إلى طبيعتها.
وأشارت “واشنطن بوست” إلى أن هناك أيضًا أسئلة حول أماكن مجموعته شبه العسكرية ومستقبلها، وما إذا كانت الحكومة البيلاروسية ستقبل بجيش خاص صغير على أراضيها، أو ما إذا كانت المجموعة ستعاود الظهور في أفريقيا، حيث كانت بمثابة وكيل لروسيا بعقود أمنية وغيرها من الروابط مع بعض الحكومات.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، شوهد بوتين خلال خطابه الطارئ للأمة، السبت، لكن كانت هناك تكهنات بأنه ربما غادر موسكو إلى أحد أماكن إقامته في شمال غرب العاصمة، بعدما غادرت طائرتان من الأسطول الروسي الخاص الذي يستخدمه بوتين المدينة في ذلك اليوم.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الرئيس كان “يعمل في الكرملين” وأن الطائرتين عادتا إلى موسكو، مساء الأحد.
وذكر مقال رأي منشور بصحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس” الروسية أنه تم تجنب “السيناريو الأكثر رعبا” للقتال في شوارع موسكو ومناطق أخرى وانقسام داخل قوات الجيش والأمن الروسي.
وتحت عنوان “بريجوجين يغادر والمشاكل تبقى: تداعيات سياسية عميقة لانقلاب فاشل”، قال الكاتب ميخائيل روستوفسكي في مقاله بالصحيفة الروسية: “لقد أظهرت روسيا ضعفها أمام العالم أجمع وتجاه نفسها”، على حد تعبيره.
وأضاف: “اندفعت روسيا إلى الهاوية بأقصى سرعة وتراجعت عنها بنفس السرعة”.
وأشارت “واشنطن بوست” إلى أنه كانت هناك مؤشرات لحملة قمعية محتملة على الشركات العسكرية الخاصة الروسية، مع مطالبات واسعة النطاق للسيطرة عليها، بالرغم من أنها غير قانونية فعليا في روسيا.
وتمثل أحد الأسباب الرئيسية لتمرد فاجنر في رفض بريجوجين توقيع عقود مع وزارة الدفاع والتي من شأنها تهميش المجموعة وإخضاعها لسلطة شويجو.
من جانبه، قال رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما أندريه كارتابولوف، لصحيفة “فيدوموستي” الروسية إنه لم تكن هناك حاجة لحظر فاجنر، واصفا إياها بـ”الوحدة الأكثر استعدادا للقتال في روسيا”.