كتب: محمد وجدى
طالب الجيش السوداني السكان في العاصمة الخرطوم إلى التزام بيوتهم والابتعاد عن النوافذ، وذلك مع قيامه بنشر دبابات وقطع مدفعية أخرى، على الرغم من وجود هدنة.
وتقول قوات الدعم السريع المناوئة إن الجيش يعمل على توسيع نطاق الصراع من خلال نشر شرطة الاحتياطي المركزي- وهي وحدة مشهورة بوحشيتها ضد المدنيين في الخرطوم – من أجل مد يد المساعدة له.
وقد هزت الغارات الجوية والقصف المدفعي العاصمة الخرطوم السبت مع دخول القتال في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أسبوعه الثالث، الأمر الذي دفع المزيد من المدنيين إلى الفرار، وتجدد التحذيرات من اتساع نطاق عدم الاستقرار إذا لم تتوقف الحرب.
وبحلول مساء السبت، كانت تُسمع أصوات الاشتباكات العنيفة بالقرب من وسط الخرطوم ومقر الجيش والقصر الرئاسي.
وبسبب القتال الدائر في الخرطوم ومدن سودانية أخرى، نزح الآلاف للنجاة بأرواحهم. وتحذر الأمم المتحدة من أنها ستحتاج إلى الاستعداد من أجل مساعدة مئات آلاف الأشخاص الذين قد يفرون من البلاد.
في هذه الأثناء، تتواصل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف القتال وجمع الطرفين المتحاربين على طاولة الحوار. فقد قالت حكومة جنوب السودان إنها ما تزال تحاول عقد محادثات سلام بين ممثلين عن الطرفين.
وكان مبعوث للأمم المتحدة قد أعطى في وقت سابق بصيص أمل بوقف القتال عندما قال إن الأطراف المتحاربة التي لم تُظهر حتى الآن أي دلالة على القبول بحل وسط باتت الآن أكثر انفتاحاً على المفاوضات- على الرغم من عدم تحديد موعد لذلك.
“وأسفرت الاشتباكات حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 512 شخصاً وإصابة 4193 آخرين، وفقاً لوزارة الصحة السودانية، ويُخشى أن يكون عدد القتلى أعلى من ذلك بكثير.
وقالت الأمم المتحدة إن نحو 75 ألفاً نزحوا داخلياً بسبب القتال في الخرطوم وولايات النيل الأزرق وشمال كردفان، بالإضافة إلى منطقة دارفور المضطربة بغرب البلاد.
وفر عشرات الآلاف من السودانيين إلى دول مجاورة، بما في ذلك مصر وإثيوبيا وتشاد وجنوب السودان، في حين نفذت دول أجنبية عمليات إجلاء جماعية لمواطنيها
وأشارت الأمم المتحدة يوم الجمعة إلى أنه تم إجلاء آخر موظفيها الدوليين من دارفور.
وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، رافينا شمداساني، إن 96 شخصاً على الأقل قتلوا في مدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور منذ يوم الاثنين.
وصفت الأمم المتحدة الوضع في دارفور بأنه “مقلق”، في حين قالت منظمة “أطباء بلا حدود”، إن هناك تقارير عن انتشار النهب والتدمير وحرق الممتلكات، بما في ذلك في مخيمات النازحين.