كتب: محمد وجدى
فيما يواجه بعض مستخدمي «تويتر» مشكلة الحسابات الوهمية التي تستخدم برمجيات لتغرق المنصة بالوسوم الوهمية للترويج الدعائي أو لأسباب أخرى، وبينما ألغى رجل الأعمال الأمريكي، إيلون ماسك، صفقة شراء المنصة جراء شكاوى المستخدمين من هذه الثغرات قررت منصة «تويتر» التخلص من الحسابات الوهمية وإعلاقها نهائيًا
يأتي ذلك فيما يدور نزاع قضائي بين منصة تويتر ورجل الأعمال الأمريكي، إيلون ماسك، الذي ألغى صفقة شراءها؛ إذ بلغ عقد ماسك لشراء منصّة تويتر، 44 مليار دولار، مؤكدًا ارتكاب الطرف الآخر خروقات في عقد الاندماج.
وجاء الإعلان الأخير بمثابة ختام لملحمة طويلة، بدأت منذ أن قرّر الرجل الأثرى في العالم، شراء تويتر في إبريل لافتًا إلى أنه تراجع عن إتمام الصفقة، بسبب فشل مالكي تويتر في تقديم معلومات كافية عن عدد الرسائل غير المرغوب فيها والحسابات المزيّفة.
ثغرات وحسابات مزيفة
وتقوم هذه الحسابات بإغراق دعائي للوسوم الموجودة في «تويتر»، وتحاول دائمًا تغيير محتواها، وفي حال الدخول على أي «هاشتاغ» ستجد أن معظم المحتوى فيه غير مرتبط نهائيًا بالعنوان الرسمي، وإنما عبارة عن ساحة دعائية لأدوية غير مرخصة أو مواقع وهمية أو خدمات تنظيف، داخل «هاشتاغ» عن خدمة حكومية جديدة على سبيل المثال، وذلك وفق «اندبندنت عربية».
وتراجع إيلون ماسك عن إتمام صفقة بيع المنصة بعد أن اتهم الشركة بعدم الشفافية في موضوع الحسابات الوهمية أثناء البيع، وهو ما رفضته «تويتر» لتتجه إلى المحكمة لإبطال ادعائه وإجباره على إتمام الصفقة، رغم شكاوي المستخدمين من خضم الجدل الدائر بين منصة تويتر وماسك، حيث أعلنت «تويتر» إغلاقها «ثغرة» كانت تستخدم من قبل المزورين لإدارة الحسابات الوهمية إدارة كاملة عبر البرمجيات.
وداعا للجيوش الالكترونية
وتقول الشركة إن الحسابات الوهمية كانت تستخدم برمجيات تمكن مالكها من إدارة جيش من الحسابات في خدمات محدودة، مثل إعادة النشر والتغريد أو تفاعل بسيط، إلا أن ما اكتشفته أخيرًا أن البرمجية الجديدة تمكن مدير الحسابات من جعلها تتصرف بشكل طبيعي، كأن تغير الصورة الشخصية أو تقرأ الرسائل الخاصة أو تحذف منشورًا، إضافة إلى المهمات السابقة، مما يجعل اكتشافها أعقد.
وأضافت أن هذه الخدمة يقوم بها أكثر من 3200 تطبيق مرتبط بـ «تويتر»، يمكن من خلال أحدها التحكم بجيش إلكتروني.
وتعاني المنصة أزمة كبيرة في الحسابات الوهمية كانت جلية في عملية الاستحواذ الأخيرة عندما طرح أن عدد الحسابات الوهمية يتجاوز خمسة %، وهو عكس ما كانت إدارة الشركة تروج له من أنه أقل من هذا بكثير، بحسب «اندبندنت عربية
20% من الحسابات وهمية
وتحدث إيلون ماسك عن أن الرقم يناهز الـ 20 %، وهو ما دفعه إلى إلغاء الصفقة لتتحول القضية إلى أروقة المحاكم، ويتهم كثير من المحللين التقنيين «تويتر» بالتستر على الحسابات الوهمية، ويعدون الثغرة التي كشفت أخيرًا دليلًا على علمها بها، كونها تتم من طريق عدد هائل من التطبيقات التي يفترض أن تسهل كشفها.
ويعزون سبب ذلك إلى أن عملية إدارة الجيوش تعطي المنصة عدداً أكبر من المستخدمين ولو كان وهمياً، في وقت تعاني فيه الشركة قلتهم مقارنة بتطبيقات منافسة، إلا أن «تويتر» تقلل من تأثير ذلك وتقول إنها المنصة الأكثر تفاعلاً في ما يتعلق بالأخبار والتواصل من الجهات الرسمية وحضور المؤسسات والزعماء فيها والتأثير في الانتخابات، فهي ليست ترفيهية حتى تحتاج إلى عدد مشابه لمنافسيها في الاشتراكات.