كتب: محمد وجدى
أزالت وزارة الموارد المائية والري، اليوم الاثنين، 14عوامة سكنية أخيرة بمنطقة الكيت كات في محافظة الجيزة، وسحبت لانشات تابعة للوزارة العوامات بعد فكها من المراسي.
وفي 20 يونيو الماضي، تلقى ملاك العوامات إنذارًا بإزالتها؛ نتيجة لعدم تجديد الترخيص بالرسو على ضفة نهر النيل، وهي التراخيص التي قالوا إن وزارة الري امتنعت عن تجديدها منذ عام 2020.
وأزالت وزارة الموارد المائية والري، 3 عوامات سكنية في 18 يونيو الماضي، قالت إنها تابعة لقيادات بجماعة الإخوان.
وفي 27 يونيو، أعلنت عن إزالة رسو مخالف لـ11 عائمة سكنية في العجوزة والكيت كات، بالتنسيق مع أصحاب العائمات وبمعرفتهم، وبعد 24 ساعة أزالت معدات الوزارة 4 عوامات.
ومن شرفة مسكنها العائم، تابعت إخلاص حلمي، عوامات جيرانها ولانشات وزارة الري تقطرها بعيدا، قائلة لـ«الشروق»، وهي تجمع آخر ما تبقى من أغراضها في كراتين، إنها ستنتقل للعيش مؤقتا بمنزل شقيقتها.
وقال علاء الرفاعي ملاك إحدى العوامات، إن لقاء جمعه وجيرانه بمستشار وزير العدل، يوم الأحد، وإنه وعدهم بإعادة تقدير الغرامات وتقديم تسهيلات في سداد على أقساط، كما وعد بدراسة حالة ملاك العوامات وتدبير مساكن بديلة مؤقتة، “على حد قوله”.
وقالت إخلاص، لـ«الشروق»: “لما نشوف هيودونا الأسمرات ولا فين؟”.
وكان وزير الموارد المائية والري الدكتور محمد عبد العاطي، قد أشار في بيان صحفي قبل أيام، إلى أنه سبق توجيه إنذارات لهذه العوامات التي وصفها بالمخالفة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بشأنها، فيما عد هذه الإزالات رسالة واضحة لكل من تسول له نفسه التعدي على نهر النيل.
وأكد عبد العاطي، أن أعمال إزالة باقي العائمات المخالفة بنطاق القاهرة الكبرى ستتواصل خلال الأيام القادمة.
وقال المهندس أيمن أنور رئيس الإدارة المركزية بقطاع حماية النيل بوزارة الموارد المائية والري، إنه اعتبارا من عام 2011 أصبحت أوضاع العائمات السكنية غير قانونية لم تجدد الترخيص ولا تملك رخصا للرسو، مضيفًا أنها باتت متهالكة وليس لديها صلاحية فنية، بخلاف التلوث الذي تسببه.
وأضاف أنور، في تصريحات سابقة لـ«الشروق»: “منحنا السكان فرصة للتحرك، وأرسلنا إليهم إنذارات مسجلة بعلم الوصول، والتقيت بعضهم في مكتبي ونصحتهم بإرسالها إلى ورشة ومن ثم إلى الجهات المختصة لإمكان تحقيق أقصى استفادة ممكنة في ضوء رؤية صاحب العائمة”.
وقبل أيام، تقدمت أميرة صابر عضو مجلس النواب، ببيان عاجل موجه إلى رئيس الوزراء ووزيري الري والبيئة عن إزالة عوامات النيل، طالبت فيه بـ”إجراء تصحيح فوري للوضع عن طريق وقف قرار الإزالة، وبحث إمكانية نقل السكان إلى سكن بديل، والاحتفاظ بذلك الفصل من تاريخ مدينة القاهرة”.
وأشارت إلى وقف إصدار تراخيص لعوامات سكنية جديدة منذ عام 2006، فيما واصلت الحكومات المتعاقبة إصدار تراخيص سنوية تسمح لسكان العوامات (القائمة) بالانتفاع بها مدى الحياة.
وأكدت أميرة صابر: “لكن الحال تبدل قبل سنتين بعدما أوقفت الجهات المعنية تلك التراخيص، وأبلغت ملاك العوامات (ضمن قرار الإزالة) بفرض غرامات ثقيلة “لعدم حصولهم على التراخيص”، وفق صابر.
وقالت النائبة البرلمانية، إن تلك العوامات شاهدة على العصر، وعلى وقائع من تاريخ مصر السياسي والثقافي والفني فشهدت ميلاد قامات فنية مثل فريد الأطرش، ومحمد عبد المطلب، ومحمد عبدالوهاب، وبديعة مصابني، وتحية كاريوكا، ونجيب الريحاني، وكتب عنها نجيب محفوظ في عدد من الأعمال، أبرزها ثرثرة فوق النيل، وظهرت في الأفلام الفنية الكلاسيكية.
وكانت مسرحًا لقصص الجواسيس والمؤامرات السياسية، وملاذا للوطنيين ورجال السياسة ومقرًا للبطولات المصرية حتى قيل في فترة الملكية إنه إذا استرق أحد الصحفيين سمعه لأحد العوامات، لعرف أسرار مصر كلها، بحسب النائبة أميرة صابر.