كتب: جمال عوني
انتشرت حالة من الخوف والقلق هذه الايام بين الفلاحين والمربين فى سوهاج، بسبب انتشار مرض الحمى القلاعية خاصة مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك، والاقبال على شراء الاضاحى واللحوم، وهو مرض فيروسى يصيب الابقار والجاموس والاغنام والماعز وينتشر بمجرد ظهور بؤرة ويؤدى لخسائر فادحة فى الثروة الحيوانية، وتتراوح أسعار «العجول» هذا العام ما بين ٢٠ ــ ٣٠ الف جنيه حسب العمر والوزن، وسعر الماعز القائم ما بين ١٤٠٠ ــ ٤٠٠٠ جنيه، وسعر الخروف ما بين ٣٠٠٠ ــ ٥٥٠٠ جنيه .
يقول عطية على مربى ماشية: إننى قمت بشراء ماشية من أحد الأسواق وأخبرنى صاحبها أنه تم تحصينها ووضعتها مع باقى الحيوانات بالمزرعة، ولكن لاحظت ظهور أعراض مرض الحمى القلاعية عليهما جميعا، ولجأت للطب البيطرى حتى أستطيع تجنب ولو جزء من الخسارة التى ستلحق بى.
وطالب فاروق السيد مزارع، بأن تقوم الزراعة بصرف تعويضات للمزارعين والمربين لأن معظمهم يعتمدون فى مصدر رزقهم على هذه الحيوانات، وأضاف علاء محمود موظف أنه قرر عدم شراء أى لحوم هذا العيد كالمعتاد كل عام لتخوفه من إصابتها بالحمى القلاعية.
وأشار عبدالعاطى أحمد «مزارع» إلى أن الخطر الاكبر هو إلقاء الحيوانات النافقة على جوانب وداخل الترع والمصارف، مما يهدد بكارثة
بيئية وانتشار الأمراض، لذا يناشد المواطنين بعدم فعل ذلك، والوحدات المحلية والرى بالمرور الدائم على هذه الأماكن للوقاية وتجنب حدوث أى أخطار.
وقال الدكتور أحمد حمدى مدير إدارة المجازر والتفتيش على اللحوم بمديرية الطب البيطرى: إن الحيوان المريض بالحمى القلاعية يجب عدم ذبحه خاصة اذا كانت درجة حرارته مرتفعة وإلا ستكون اللحوم محمومة ومحتقنة، مما ينشط البكتيريا المضرة، ويسبب التسمم واضطرابات الجهاز الهضمى، واذا كانت الإصابة خفيفة فيتم إعدام الاجزاء المصابة مثل الرأس والاحشاء والارجل، مشيرا الى أن خطورة ذبح الحيوان المريض هو عدم الإدماء الكامل أثناء الذبح، مما يجعل العضلات مليئة ببقايا الدم الذى لم يتم التخلص منه وهذا يجعله بيئة صالحة للنمو البكتيرى وسرعة الفساد.
وأوضح الدكتور أحمد حمدى، أن الحمى القلاعية مرض فيروسى يصيب الأبقار والجاموس والأغنام والماعز وأعراضه هى التهابات فى الفم واللسان وسيلان اللعاب من فم الحيوان بكثافة، والتهابات فى الضرع والأقدام وصعوبة فى الحركة، بالاضافة الى فقدان الشهية نتيجة التهابات الفم وقلة أدرار اللبن نتيجة التهابات الضرع، وينتقل عن طريق ملامسة اللعاب
او التلوث بالبراز أو استنشاق الفيروس من الهواء، ونادرا جدًا أن ينتقل للانسان ولكن خطورته الحقيقية تكمن فى تأثيره على الثروة الحيوانية.
وينصح مدير ادارة المجازر عند شراء حيوان الأضحية، لابد الا يكون هزيلا ولا درجة حرارته مرتفعة وعدم وجود لعاب كثيف بالفم، وحركته طبيعية وحيوية وأقدامه سليمة.
أما اللحوم المصابة فتكون محتقنة ولونها داكن، وعند وضعها فى المياه سيتحول الماء الى اللون الاحمر ورائحة كريهة، لذا يجب الشراء من الجزارين الذين يذبحون فى المجازر باشراف الأطباء وتجنب تناول لحوم الرأس والأحشاء والكوارع، مؤكدا أن الحملات مستمرة يوميا على المجازر والأسواق ومحلات الجزارة لمنع أى محاولات للغش والتلاعب بصحة المواطنين.
ومن جانبه أكد الدكتور عصام عرفة مدير عام مديرية الطب البيطرى بسوهاج، أنه تمت السيطرة على انتشار المرض الى حد كبير وبدء انحصاره وانخفاض أعداد حالات الاصابة، مشيرا الى أنه تم تحصين حوالى ٧٥ ألف رأس ماشية، وسحب عينات من ١٥ بؤرة على مستوى المحافظة، وأن نشاط حركة البيع فى الوقت الحالى نظرا لقرب عيد الأضحى المبارك وهذا أسهم فى زيادة فرص الاصابة بين الماشية لتنقلها بين أماكن البيع
المختلفة، موضحا أن فيروس الحمى القلاعية المنتشر حاليا من سلالة جديدة متحورة لذلك جار عمل لقاح متخصص له «العترة المتحورة».