الرئيس السيسي يرحب بقرب اعتماد وثيقة أولويات المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبي حتى 2027
كتب: محمد وجدى
أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن ترحيبه بقرب اعتماد وثيقة “أولويات المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبي حتى عام 2027″، التي تعتبر إطارًا طموحًا توافقنا عليه معا لتعزيز وتعميق علاقات الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي، خلال السنوات القادمة لنضع الأساس لنقلة هائلة في التنسيق المؤسسي بين الجانبين على كل مسارات التعاون، وفي مختلف القطاعات وبما يحقق الفائدة المشتركة للجانبين.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الرئيس السيسي مع رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين، بقصر الاتحادية عقب مباحثاتهما اليوم الأربعاء.
وأفاد الرئيس بأن المباحثات شهدت تركيزًا خاصًا، على سبل تعزيز ودعم التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة سواء فيما يتعلق بمجال الغاز الطبيعي أو الربط الكهربائي حيث اتفقنا على أهمية إرساء دعائم شراكة استراتيجية بين الجانبين في هذا المجال الحيوي لمستقبل التنمية وعلى التعاون في مجال الدعم الفني والتمويلي، والاستثمارات لتطوير البنية التحتية لإنتاج الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة النظيفة.
وأشار الرئيس إلى أن المباحثات تطرقت أيضا إلى التنسيق المشترك، اتصالًا بالجهود الدولية لمواجهة تحدي ظاهرة تغير المناخ حيث أطلع رئيسة المفوضية الأوروبية، على آخر استعدادات مصر التنظيمية والموضوعية، لاستضافة قمة المناخ العالمية “Cop-27” في “شرم الشـيخ” في نوفمبر القادم، لافتا إلى تلاقي الرؤى بين الجانبين بأن هذه القمة “Cop 27” تمثل فرصة ثمينة على المجتمع الدولي العمل بجدية لاغتنامها من أجل التوافق على خطوات تنفيذية ملموسة، على كافة محاور عمل المناخ الدولي وبما يعطي دفعة قوية ومطلوبة بشدة حاليًا للجهود الدولية لمواجهة ظاهرة تغير المناخ باعتبارها تحديًا مشتركًا يواجهنا جميعًا كأسرة إنسانية واحدة.
وأضاف الرئيس أن المجتمع الدولي يمر بظرف دقيق يتطلب من كل الأطراف إعمال الحكمة وتغليب لغة الحوار البناء لحل الخلافات والتغلب على التحديات المشتركة، مؤكدا في هذا الإطار، أنه حرص على أن تتناول المباحثات البناءة اليوم مع الجانب الأوروبي عددًا من القضايا الحيوية ذات الاهتمام المشترك، على المستويين الدولي والإقليمي حيث تم تبادل وجهات النظر حول مظاهر الأزمة الاقتصادية الدولية الحالية وعلى الأخص فيما يتعلق بأمن الغذاء، وارتفاع أسعار الطاقة.
وأشار الرئيس إلى أنه تبادل وجهات النظر مع “فون دير لاين” حول أبرز التحديات المرتبطة بالأزمة الاقتصادية الدولية الحالية واستعرض الإجراءات التي اتخذتها الدولة المصرية للحفاظ على المكتسبات الصعبة التي تحققت بجهود وتضحيات غالية من المصريين، خلال سنوات الإصلاح الاقتصادي ثم في مواجهة أزمة جائحة “كورونا” من بعدها.
وأكد الرئيس السيسي وجود توافق مع الجانب الأوروبي على ضرورة العمل من أجل تنسيق الجهود الدولية مع كافة الشركاء لتخفيف أثر أزمة الغذاء الدولية خاصة على الدول الأكثر تضررًا من تداعياتها وعلى أهمية تقديم الدعم الفني والمالي لمساعدة هذه الدول في التعامل مع ارتفاع أسعار الحبوب والسلع الغذائية والزراعية فضلًا عن تمويل المشروعات المتعلقة بالزراعة وتطوير التكنولوجيا الزراعية بما يسهم في زيادة الإنتاجية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وقال الرئيس إنه حرص خلال المباحثات على إطلاع رئيسة المفوضية على الرؤية المصرية، حول أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك في الجوار الإقليمي واستعراض التحركات المصرية الدؤوبة لاستعادة الاستقرار وحل الأزمات في المنطقة وكذا على ما تحقق من نجاحات، على صعيد ملفات مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، فضلًا عن الموقف الحالي فيما يتعلق بقضية “سد النهضة”.
وأكد في هذا الصدد، حرص مصر على التوصل لاتفاق ملزم قانونًا يحقق مصالح كل الأطراف، لافتا إلى الاتفاق على استمرار التنسيق مع الاتحاد الأوروبي اتصالًا بهذه الملفات الحيوية.
وأوضح الرئيس أن المباحثات ركزت أيضا على الخطوات التي اتخذتها الدولة المصرية في الفترة الأخيرة باتجاه هدفها الأسمى، وهو تأسيس ظروف العيش الكريم لمواطنيها وعلى رأسها: مشروعات التنمية الاقتصادية الكبرى، والمبادرات الاجتماعية الشاملة، لتحسين جودة الحياة على أرض مصر ولأهلها، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية الأولى لحقوق الإنسان والتي تتضمن رؤية طموحة وخطوات يجري العمل على تنفيذها لتعزيز حقوق المواطنة والحريات الدينية ومكافحة التطرف انطلاقا من إيماننا بأهمية تناول حقوق الإنسان، من خلال منظور شامل.
وأشار الرئيس إلى أن المباحثات تناولت أيضا الأزمة “الروسية – الأوكرانية” الحالية حيث تم توضيح عناصر الرؤية المصرية تجاه الأزمة وجذورها وتداعياتها مؤكدًا على مواقف مصر المبدئية التي تتمسك بضرورة تغليب لغة الحوار والحلول السلمية وبذل الجهود الصادقة من أجل تحقيق ذلك.
واختتم الرئيس السيسي كلمته بالترحيب مجددا برئيسة المفوضية الأوروبية كضيفة عزيزة على مصر موجها الشكر لها على المباحثات المثمرة مبديا تطلعه لمواصلة الحوار البناء والتنسيق المستمر بين الجانبين اتصالًا بكافة محاور العمل على تعزيز وتعميق الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي على نحو يفتح لهذه الشراكة آفاقًا مستقبلية رحبة للتعاون والتكامل.