كتب: شادى سعد
منذ أيام تم الإعلان عن اكتشاف مدينة أثرية صغيرة بمحافظة دهوك بإقليم كردستان، شمالي العراق، إثر انخفاض منسوب مياه خزان نهر دجلة.
الباحث الأثرى د. حسين دقيل يوضح أن بعثة أثرية عراقية تعمل بالاشتراك مع بعثة ألمانية في هذا المكان منذ 2018 حين ظهرت شواهد لتلك المدينة التي يُعتقد أنها تعود للعصر الميتاني (أي قبل 1400 عام قبل الميلاد). وقد عُثر على أطلال قصر، وأسوار تبدو مرتفعة، وبقايا مبانٍ عالية، ومائة لوح طيني بنقوش مسمارية لا يزال بعضها واضحا.
والحضارة الميتانية هي حضارة قديمة من حضارات الشرق الأوسط، ظهرت بعد انحسار الحضارة البابلية. وقد امتدت ما بين القرنين الخامس عشر والثالث عشر قبل الميلاد، كان مركزها سوريا وبلاد ما بين النهرين.
وكانت هناك علاقة وطيدة ما بين الحضارتين المصرية والميتانية خلال عصر الدولة الحديثة، حيث جرت رحلات استكشافية إلى تلك المناطق من قبل الملوك المصريين مثل تحتمس الأول وأمنحتب الأول وأمنحتب الثاني.
ومن أشهر ملوك ميتان، الملك توشراتا (توفي 1340 ق.م)، الذي تزوج أخته وابنته الملك المصري أمنحتب الثالث (حكم ما بين: 1391- 1353 ق.م).
وكانت بين توشراتا وبين أخناتون (أمنحتب الرابع) رسائل عديدة تطالبه بالتدخل لإنقاذ بلاده من الفوضى، غير أن أخناتون لم يولِ رسائله تلك اهتماما.
إلا أن هذا الاكتشاف ظهر بالعراق؛ فتناولته هناك وسائل الإعلام المختلفة، كما تناولته بعض وسائل الإعلام الدولية بشيء من الاهتمام.. غير أن البعض في مصر تناولون الموضوع بشكل مختلف، ومثير.
فقد زعم البعض أن هذا الاكتشاف الذي ظهر إثر جفاف نهر دجلة، هو علامة من علامات الساعة، واستشهد صاحب هذا الرأى في زعمه بالحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يُقْتَتَلُ عليه، فَيُقْتَلُ من كل مائة تسعة وتسعون، فيقول كل رجل منهم: لعلي أن أكون أنا أنجو”.
وبالرغم من أن الحديث الشريف يذكر نهر الفرات لا دجلة، إلا أن صاحب هذا الزعم يقول: إن جفاف دجلة بداية لانحسار وجفاف الفرات !!