كتب: محمد وجدى
عُقدت أعمال الدورة 53 للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك في مقر اتحاد إذاعات الدول العربية في تونس، وأشرف أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، على أعمال الدورة عن بُعد، بعد أن تعذرت مشاركته حضوريا في تونس لإصابته بفيروس كوفيد 19 وصرح مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة، بأن السفير حسام زكي ترأس أعمال اللجنة نيابة عن الأمين العام، حيث ألقى كلمة باسمه أشاد فيها بالتقدم المحرز في موضوع التحول الرقمي والذي تناولته اللجنة في الدورات الثلاث السابقة ونتج عنها تحقيق عدة إنجازات مهمة في مجالات ترتبط بالتكنولوجيا الرقمية مثل إطلاق الاستراتيجية العربية للأمن السيبراني، وإقامة المنتدى العربي للاقتصاد الرقمي وتشكيل فرق عمل مكلفة بموضوعات الذكاء الاصطناعي والجامعة الذكية وصون الشبكات العربية ضد عمليات القرصنة الإلكترونية.
وأضاف المصدر بأن السفير حسام زكي تطرق إلى محور أعمال الدورة الحالية للملتقى وهو «تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الأوضاع الاقتصادية في المنطقة العربية»، حيث زادت تلك الحرب من تدهور الأوضاع ونتج عنها أزمة غذاء عالمية بارتفاع أسعار الطاقة وما لذلك من تأثير مباشر على المنتجات الغذائية، وهو تطلب إعادة بعث النقاش العربي حول موضوع الأمن الغذائي العربي.
وقال السفير حسام زكي إن الفجوة الغذائية للعالم العربي، والتي تتجاوز 100 مليون طن من السلع حاليا ستتفاقم إن لم تتدخل الحكومات والمنظمات لحلها، خاصةً أن هناك العديد من العوامل المؤثرة منها الديموغرافية كتضاعف عدد سكان الوطن العربي، والعوامل المناخية كالجفاف وندرة المياه، وضعف الاستثمار العربي في المشاريع الزراعية.
وشهدت أعمال الدورة نقاشات مستفيضة حول موضوع الأمن الغذائي العربي، إذ تم عرض إحاطة مفصلة في هذا الشأن، تناولت الوضع الحالي للإنتاج الزراعي ومعوقات تطويره، كما تم استعراض المجهودات والمبادرات السابقة التي طرحت في إطار التعاون العربي للتقليص من حجم الفجوة الغذائية.
وفي السياق ذاته، طرحت العديد من الأفكار والاقتراحات التي عالجت موضوعات التمويل ورفع الاستثمار في القطاع الزراعي وتشكيل مخزون غذائي استراتيجي عربي، واستغلال الميزات والثروات التي تتوفر عليها المنطقة العربية وغيرها من الأفكار.
ويتيح اجتماع لجنة التنسيق العليا للعمل العربي المنعقد فرصة للنظر في توحيد جهود كل المنظمات العربية ورؤيتها للتعامل مع موضوع الأمن الغذائي العربي خاصة في ظل الأزمات الحالية والتي زادت من تفاقم الأوضاع عالميًا وعربيًا.
تجدر الإشارة في هذا الصدد أن أعمال الدورة شهدت توقيع خمسة اتفاقات تعاون بين مؤسسات العمل العربي المشترك وجهات شريكة.