المفتى: علينا أن نراقب ضمائرنا وننظم أخلاقنا فى التعامل فى الحركات والافعال مع الناس.
كتب: أحمد شعبان
قال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إنَّ حديث النبيِّ محمد صلى الله عليه وسلم عن السَّفينة الواحدة يُعدُّ ميثاقًا لأخلاق التعامل، ورمزًا للنجاة في كافة شئون الحياة وتعاملاتها، ومنها التَّعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، فهو يعطي تصوُّرًا صادقًا لحال المجتمع، وحال أفراده، راسمًا أُطُرَ العلاقة الناظمة بين مكونات المجتمع وَفق مبادئ المسئولية والمساواة؛ حيث قال: “مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ وَالوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعًا”.
وشدد خلال لقائه الأسبوعي في برنامج نظرة مع الإعلامي حمدي رزق على فضائية صدى البلد، على أن عدم تناقل الأخبار الكاذبة والإشاعات من أهم وسائل الأخذ على يد الظالم أو المسيء، ويكون ذلك بعدم تـأييده على الإساءة والظلم، وهو ركن من أركان العلاج، وهذا ينطبق على حالات عدم التفاعل مع المحتوى البذيء أو المحرِّض والمفرِّق على وسائل التواصل الاجتماعي.ولفت المفتي النظر إلى أنَّ حديث السفينة فيه تأسيس لمبدأ الضبط الاجتماعي؛ لأنه إذا غاب تحوَّل المجتمع إلى العشوائية والتخبُّط، وهو يرسِّخ كذلك لمبدأ المسئولية المشتركة عند الفرد في شتَّى شئونه ومراحله، بما يُعْلي من قيمة المسئولية الفردية، ويؤكِّد أنها أساس للمسئولية الجماعية، وهذا الضبط الاجتماعي يتمثل في سن وتشريع وتطبيق القوانين المنظمة والضابطة لأي أمر، ومنها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكَّد أنَّ مرحلة علاج الأخلاق المذمومة والتي تتمثل في الردع يسبقها مرحلة الوقاية وتتم عن طريق تهذيب الأخلاق، التي تبدأ من المراحل الأولى في التربية داخل الأسرة، والتي تتكامل بمراحل الإيمان والإحسان ومراقبة الله عزَّ وجلَّ، وأعلاها مرتبة الإحسان التي ذكرها المصطفى في حديث سيدنا جبريل معه. والإحسان من حيث استقرارُه في القلب هو ما ينظِّم مسألة الأخلاق ويراقبها ليرقِّيها، كما أن طريق الإنسان في المحافظة على حياة ضميره، وطهارة فطرته يحصل من خلال مراقبة الله تعالى في جميع الأحوال، والأقوال، والأفعال، والحركات، والسكنات، وهي خير مدخل ووسيلة للوقاية من الوقوع في مساوئ الأخلاق.