منوعات
أخر الأخبار

هل لعبة كونكر الإلكترونية من الكبائر وحرام شرعاً أم حلال لعبها الإفتاء تجيب

كتبت: علا قاسم

هل لعبة كونكر الإلكترونية من الكبائر
وحرام شرعاً أم حلال لعبها الإفتاء تجيب

لعبة كونكر هى من الألعاب الإلكترونية المفتقدة لكثير من الضوابط المذكورة، وأكبر المخالفات احتواؤها على قمار، حيث يلعب فيها أكثر من شخص -في الوقت نفسه- على رصيد وهمي من النقود «على شكل نقاط»، يقامر اللاعبون بهذه النقاط، ويربحون أو يخسرون.

والقمار أو المراهنة من الميسر المُتَّفق على حرمته شرعًا، فقد أمر الله تعالى باجتنابه في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾ [المائدة: 90، 91].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال سيدنا رسول الله ﷺ: «من حلف منكم، فقال في حلفه: باللات والعزَّى، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرْك، فليتصدق» [أخرجه البخاري]، يتصدق لأنه دعا غيره إلى القمار، علّ الله عز وجل يُذهب السيئة بالحسنة، فكيف بمن قامر بالفعل؟!

فالقمار كبيرة من كبائر الذنوب، قال القليوبي: (“فلا يصح” -أي القمار- أي وهو حرام وأخذ المال فيه كبيرة كما مر، ويحرم اللعب بكل ما عليه صورة محرمة، وبكل ما فيه إخراج صلاة عن وقتها أو اقتران بفحش) [حاشيتا قليوبي وعميرة (4/ 321)] .

والحكمة من تحريم القمار وما يدخله من ألعاب واضحة جلية، تظهر من حوادث الواقع، حيث لا يخلو مجلس قمار من شقاق وشجار وتشاحن وبغضاء، وربما وصل الأمر للتقاتل، ولا ريب أن الشارع الحكيم قد أغلق الأبواب المؤدية إلى النزاع والشقاق، وشرع لهذا تشريعات.

بالإضافة إلى أن إدمان القمار هو سبب من أسباب تعاسة الإنسان، وفساد أخلاقه، ودافع من دوافع الجريمة، والانحرفات السلوكية في المجتمعات.

وحكم هذه اللعبة وما شابهها من الألعاب هو الحرمة؛ إذ إن اللعب بالصورة المذكورة لا يخلو من أمرين:

1️⃣ إما أن يكون محاكاة للقمار المحرم، فيصير اللعب محرمًا؛ لما في محاكاة القمار من تهوين لإثم المعصية وخطرها في نفس اللاعب، وما يَجُرُّه من دُرْبة وجرأة عليها، خصوصًا وأن أكثر اللاعبين -أطفالًا أو شبابًا- في مُقتبل أعمارهم،
ناهيك عمّا في هذه الألعاب من التشبُّه بأهل المعصية، وسيدنا رسول الله ﷺ يقول: «من تشبَّه بقوم فهو منهم» [أخرجه أبو داود]، فينبغي الابتعاد عن التشبُّه بأهل المعصية؛ حسمًا لمادة الحرام، وقطعًا للجرأة على الدين.

2️⃣ وإما أن يكون قمارًا بالفعل في حالة ما إذا حوَّل اللاعب مكسبه من نقاطٍ وهمية إلى نقود حقيقة، أو اشترى النقاط الوهمية بنقود حقيقة، وهو محرم أيضًا؛ لكون هذه الصورة هي الميسر بعينه، والله عز وجل يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: 90].

إذ أُضيف إلى هذا ما عُرف عن هذه اللعبة من إدمان الأطفال لها، وما دفعتهم إليه من سرقة وتضييع للأوقات، وتفريط في حق الله تعالى وطاعة الوالدين تأكد الحكم بالحرمة.

ومركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إذ يُبين حكم هذه اللعبة وما شابهها من الألعاب يقدم عددًا من النصائح لوقاية أبنائنا وبناتنا من الوقوع في المخاطر، ولبناء شخصايتهم بناءًا صحيحًا، فقد قال رسول الله ﷺ: «كلكم راعٍ، وكلكم مسئول عن رعيته» [متفق عليه]، وهي:

1️⃣ متابعة الطفل بصفة مستمرة وعلى مدار الساعة.

2️⃣ متابعة نشاط الأطفال على تطبيقات الهواتف الذكية، وعدم تركها بين أيديهم لفترات طويلة.

3️⃣ شغل أوقات فراغ الأطفال بما ينفعهم من تحصيل العلوم النافعة، والأنشطة الرياضية المختلفة.

4️⃣ مشاركة الطفل فى جميع جوانب حياته مع توجيه النصح وتقديم القدوة الصالحة له.

5️⃣ تنمية مهارات الطفل، وتوظيف هذه المهارات فيما ينفعه والاستفادة من إبداعاته.

6️⃣ التشجيع الدائم للطفل على ما يقدمه من أعمال إيجابية ولو كانت بسيطة من وجهة نظر الآباء.

7️⃣ منح الأبناء مساحة لتحقيق الذات، وتعزيز القدرات، وكسب الثقة.

8️⃣ تدريب الأبناء على تحديد أهدافهم، واختيار الأفضل لرسم مستقبلهم، وحثهم على المشاركة الفعالة والواقعية في محيط الأسرة والمجتمع.

9️⃣ تخير الرفقة الصالحة للأبناء، ومتابعتهم في الدراسة من خلال التواصل المستمر مع المعلمين وإدارة المدرسة.

1️⃣0️⃣ تعريف الأبناء قيمة الوقت، وخطر المحرمات -كالقمار- على النفس، والمال، والعلاقات المجتمعية.

وَصَلَّىٰ اللَّه وَسَلَّمَ وبارَكَ علىٰ سَيِّدِنَا ومَولَانَا مُحَمَّد، وَعَلَىٰ آلِهِ وصَحبِهِ والتَّابِعِينَ، والحَمْدُ للَّه ربِّ العَالَمِينَ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى